فلسطين جرحي الكبير


  

أريد أن أشير من خلال مقالي هذا إلى بعض التعليقات التي وردت في بعض المدونات والتي في مجملها انتقاد لبعض طرق التدوين ومنها مثلاً، لماذا نركز أكثر على القضية الفلسطينية وإلى أين وصلنا بانتفاضتنا هذه والتي جاءت على شكل تدوينة موحدة، بهذا المقال المتواضع أحببت أن أوضح أموراً تهم عالمنا العربي والإسلامي، نحن لا نهتم بالقضية الفلسطينية كقضية فحسب، نحن ندافع عنها حتى الرمق الأخير لأن قضية البلد الحبيب ككل قضايا البلدان الإسلامية المغتصبة هي في صميمها قضية صراع بين الإسلام والكفر بالدرجة الأولى والحل لكل قضية بدايتها من فلسطين، نعم ونتبناها لأنها أحق بالتبني ما دامت قضية إسلامية محضة، والعالم العربي الإسلامي يعلم جيداً أن واقعنا الحالي ما هو إلا نتاج الاتجاهات العلمانية لذلك فكل تبني من أي جهة من الجهات تقوم دونه عراقيل لا تخفى عن أحد، ولكن يجب علينا أن نرفع شعار لا لليأس وأن نتصور الوضع من المنظور الإسلامي وألا نترك العنان لهذه العراقيل لأن الله سبحانه وتعالى لن يسألنا عن النتائج بقدر ما سيسألنا عن الأعمال، وخير دليل أن نرجع إلى قولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال : (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله لِمَ لمْ تُسوِّ لها الطريق يا عمر) فاشهدوا وانظروا يا أولى الألباب الفاروق أعطى مثلا ببغلة أي حيوان، فكيف يا عباد الله لنا بالإنسان الذي كرمه الله ثم كيف لنا بإسلامنا .

 

اقتنعوا أيها المسلمون أن قضيتنا قضية إسلامية وأن الإيمان بإسلاميتها إيمان لا يجب أن تشوبه أي شائبة، أليست فلسطين أرض المسلمين ما داموا هم الذين فتحوها وأقاموا فيها الإسلام وما دامت أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، فإعادة الإسلام إلى هذه الأرض واجب ضروري على عاتق كل مسلم ومسلمة لأنه الحل الوحيد والأوحد الذي سنقف به في وجه العدو الظالم لإنهاء اغتصابه المرير، واعلموا أن اليهود لا يتركون شيئا لا يقرؤونه عن المسلمين وتحركاتهم واعلموا أن التدوينة الموحدة كُتِبَ عنها بالصحف الصهيونية، لأن أشد ما يخشاه اليهود هو الإسلام. في حين يبقى البعد عن القضية هو السبب في تكريس الاحتلال واستمرار الظلم بشتى أنواعه في كل ما يمارسه اليهود ضد الإسلام، ويجب كذلك الوعي بأن الوجود اليهودي لا هدف له أكثر من هدم الهوية الإسلامية، واستئناف ما فعله أجدادهم الذين بدؤوا التصدي للمسلمين منذ خمسة عشر قرناً في المدينة المنورة حيث كانوا سبباً في غزوة بني قينقاع حيث روت كتب السيرة أن امرأة ذهبت لتبيع بعض حليها في سوق لليهود، وجلست عند صائغ يهودي، فراودها وأصحابه على كشف وجهها، فأبت، فعمد أحدهم وربط طرفاً من ثوبها إلى ظهرها، فلما قامت من عنده انكشفت سوأتها، فضحكوا استهزاءً منها، ولما استنجدت ثار أحد المسلمين وقتل الصائغ اليهودي من شدة الغيرة وقتل الملاعين ذلك المسلم . لهذا السبب حاصرهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم من شدة غضبه خمسة عشر يوماً حتى أخرجهم من المدينة لا يلوون على شيء مما يكسبون . لماذا غضب الرسول الأكرم ؟ أليس ما أغضبه سبب أخلاقي ديني إسلامي محض ولماذا عمد اليهود لنزع خمار هذه المسلمة ؟ فتمعنوا جزاكم الله خيراً كيف كان أصل الصراع منذ قرون مضت .

 

وأعود لأكرر أن القضية الفلسطينية قضية سامية ولا بد من الاقتناع والإيمان بأن الصراع هو صراع بين الإسلام والكفر المتمثل في الصهيونية العالمية التي تفننت في حشر شتات اليهود في فلسطين تحت ذريعة زائفة وخرافة تاريخية، فالتفريط في القضية يعني التفريط في الإسلام  وخيانة المسلمين، نحن أولى بإعانة إخواننا بأي شيء أياً كان نوعه ولا نبخس بما نفكر بعمله تجاه هذه القضية ولو كان قليل الأهمية، فمن لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وتأكدوا أن هذا النوع من التفريط هو الذي أدى إلى زحف الصهيونية العالمية إلى عدة دول عربية وإسلامية مما يعني أن البداية بالجهاد تبدأ من فلسطين، أليس إهمالنا وتفريطنا هو سبب ضياع كل ديارنا الإسلامية، فمتى .. متى .. ثم متى نوقف هذا الزحف؟؟؟

 

وهذه دعوة لجميع الإخوان والأخوات للوصول إلى الهدف المنشود وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم وهذا أقل ما نعمل :

- إظهار شجاعة وجدارة المسلمين خلال حرب1948 لحل القضية ولا نترك عامل اليأس يغلب علينا بالقول أنهم أسلافنا ويا ليتهم يعودون،  بالعكس أليس لدينا قريحة أن نرث منهم الشجاعة والجدارة بدمنا وضمائرنا.

- إشاعة المنظور الإسلامي للقضية والتأكيد على أنه الحل الذي لا يختلف فيه مسلم وأخوه وذلك بعد كشف الأيديولوجية الأساسية في الصراع بين الإسلام والكفر .

- فضح وكشف الاتجاهات العلمانية التي تمثل مسرحيات من أجل إلهاء الشعوب وتخديرها وتحريفها عن الطريق القويم لأن الواقع الذي آلت إليه أمتنا خير دليل .

- إصدار عروض ومجلات إسلامية محضة تعالج أمور وقضايا المسلمين من الجانب الحق.

- القيام بكل عمل أدبي ملتزم كالمعارض للكتب الفلسطينية والمجلات التي تحتوي على كل شيء مأساوي لإثارة مشاعر الناس .

- القيام بحملات تطهيرية للعقيدة الإسلامية بمقاطعة كل ما هو يهودي صهيوني أمريكي، والتركيز على مقاطعة بعض الفضائيات وهي معروفة سواء عربية أو أجنبية غربية، كذلك مقاطعة جميع المنتجات الاستهلاكية اليومية ونكون بذلك قد ساهمنا في كساد اقتصاد العدو ومع الأخذ بعين الاعتبار للعمليات الحسابية ولا ينطلق الإنسان من نفسه كشخص يقاطع بل كأمة تقاطع .

- القيام بالتوعية للناس في إطار العمل بالمنظمات والجمعيات .

- الدعاء الخالص للمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان والصومال وفي جميع بقاع العالم .

- وأخيراً أدعو كل ذوي النوايا الحسنة أن يجتهدوا في هذا المجال وأن يضيفوا ما قد أكون قد نسيته وألا يقتصر عملنا على التدوين فقط .

 

وفي النهاية أعتذر لكل أخ وأخت على الإطالة .. وبالتوفيق إن شاء الله.

 


تابع القراءة... Résuméabuiyad